ماذا نعتقد في كلمة الزهري ؟


 بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم اجمعين ، أما بعد . ماذا نعتقد في كلمة الزهري ؟ نعتقد في كلمة الزهري أنها مجرد كلمة إصطلاحية تعريفية بنوع من الناس عندهم نوع من أنواع الاصابات الروحية المعقدة، باسباب عدة ،منها العهود على الاسحار الموروثة التي جاءت من الأجداد بعد أن أبرمها الشياطين معهم بهدف السيطرة على نسلهم لعدة أسباب . إما نسبهم الشريف الذي يمتد إلى سلالة طيبة مباركة تريد شياطين اليهود، القضاء عليها وقطع نسلها لتكفى شرها . أو أنهم عندهم بعض الأسرار في الجسد يحبها الشياطين ويعيشون عليها مثل الدم الزئبقي وجودة الطاقة فيه، واسرار أخرى اكتشفها الرقاة المتخصصون بالممارسة و التجربة المتواترة وهذا قد يكون حتى عند الغير المسلمين . أما تعريف الزهري بكلمة الزهري ،جاءت اولا لأنها هي الكلمة السائدة و التي يُعرف بها على العموم ثانيا ، وبحكم أنه معروف بهذا الاسم ،يسهل علينا إيصال رسالتنا إليه عن طريق هذا المصطلح . وتواصلنا مع الزهري هي محاولة منا لضبط حالته بالشرع وقطع الطريق على كثير من الذئاب البشرية التي تستدرجه لعالم السحر لأنها ترى فيه مشروع مربح لها ماديا ومربح لأوليائها الشياطين طاقيا بحكم طاقته واسرار جسده التي تعطي قوة لسحر. وكذلك تفسيرنا له ما يعاني منه من أشياء غريبة ووضع يده على بعض الحلول ليحرر نفسه من القيود الشيطانية دون ان ننفخ فيه ونغره أو ننقص من شأنه ونبخس حقه أو نقزم نعمة الله عليه و نحسسه أنه لايستحقها ، مثل ما فعل قابيل مع هابيل .وما أكثر القبابيل . أما حالته الروحية نأكد انها مختلفة تماما عن غيره من أصحاب الحالات الروحية العادية . عندما نعرّف الزهري بهذا المصطلح ونقف على قاعدته وندخل في الفروع سنجد أن هؤلاء الزهرين أنفسهم مختلفين في حالاتهم ،والاختلاف يكون على حسب اسرار الجسد ، وكلما كان الزهري مكمول الزهرية، والتي نعني بها اسرار الجسد واختامه. كلما كانت الحرب عليه اشرس،والاسحار كثيرة ومتنوعة، والسعي لإحتواء قوته ومِلك كنوز جسده أشد . وكلما كان نسله أطيب ،كلما كان السعي لقطعه على قدم وساق من طرف الأبالسة . ونقصد بالنسل الطيب المبارك نسل الانبياء والصحابة والتابعين بإحسان . هل طلب الدليل على كلمة الزهري طلب شرعي أو أن طالبه يهرف بما لايعرف ؟ الجواب لا هذا ولا ذاك، وانما طالب الدليل نقدره تقديرا ونحترمه بسبب حرصه على اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، التي نسعى كلنا لإتباعها ولكن لم يوفق في فهمنا الدليل الشرعي يُطلب في الأقوال والافعال التعبودية مثل الاذكار وطريقة الصلاة والزكاة والصيام والحج والأشياء التي بينها الله في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم في سننه . وبعد أن بينا ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم طيب اليس كلمة الزهري قول؟ إعطنا الدليل على قولها ؟ يارجل الله يهديك، الأقوال اقسام وكلمة الزهري تدخل في قسم غير تعبدي وانما قسم اصطلاحي تعريفي،كما ذكرنا سابقا ويضبط ذلك بالنية ، أما الرقية، شروطها الشرعية التي تقام عليها عرفها أهل العلم ،أن تكون بكلام الله واسمائه والأدعية المأثورة،وهذا ما نقوم به ومن الشروط ايضا أن تكون باللسان العربي كما ذكر شيخ الاسلام بن تيمية وهذا هو اللسان الذي نتكلم به وكذلك أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى .وهذا مانعتقده فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ) رواه مسلم أما الأقوال مثل الزهري وتقسيماته ومثل الأسحار الموروثة والحسد الموروث أو الشيطان العاشق او التابعة أو سحر الفودوا او السحر الاسود ومثل صفات الشياطين كالشيطان الثعبان أو القط أو الطيار هذه كلها اشياء إصطلاحية تعريفية تُكتشف بالتجربة والممارسة لا يطالب قائلها بالدليل مالم تخالف شروط الرقية الشرعية أو تدخل في الشرك بالله ، و هذا غالبا إما يكون تجربة شخصية لراقي باحث بصدق يطلب من الله التوفيق ويعمل بجد ، أما إذا كانت هذه الأشياء بالتفصيل الممل قد تكون من العلم اللدني الذي لا يستطيع من سمعه، عليه صبرا ، والعلم اللدني الذي يعطيه الله لعباده، صعب تصديقه وقد حصل ذلك مع نبي، فما بالك بإنسان عادي . وقضية أن الله اختار عبدا وعلمه شيئا من العلم اللدني فهو سبحانه ( لا يُسأل عما يفعل) طيب قلت تريد ضبط الزهري كيف ذلك ؟ نعم نريد أن نضبطه بالشرع في بعض الاشياء التي يسمعها عن الزهري مثلا عندما نخبر أن الزهري يمكن أن يكون من نسل مبارك طيب، إذا كان ذلك فعلا صحيح فإخباره هو فقط ليسعى للمحافظة على هذا النسل ويرغّم انف الشيطان، ويكون على قد،المسؤلية في المحافظة على دين الله وتبليغه والصبر على الأذى فيه ، كما كان اجداده . ولنفسر له سر شدة بلائه لأن أشد بلاءا الانبياء ثم الأمثل فالامثل ... ولا نخبره بذلك ليصعر خده لناس ويظن أنه فوقهم ويحتقرهم وينظر إليهم بنظرة التعالي ويغره بالله الغرور ، رغم أننا متأكدين أن الزهري المؤطر بعقيدة التوحيد لله، لن يسمح لنفسه وشيطانه بذلك، لكن هذا بيان وجواب على السؤال أما ضبطه في قضية مايسمى بالرفقة الصالحة من الجن المسلم نقول اننا متفقون على أن لله جنود ، وهذه الجنود تعمل بتسخير من الله وليس بتسخير من الزهري فكلما كان المؤمن مستعينا بالله وحده وطالب المدد من الله وحده، كلما تسابقت تلك الجنود على خدمته، وكلما علّق المؤمن قلبه بالمخلوقات ،كلما توقفت تلك الجنود عن خدمته والدفاع عنه،لأنها مؤمنة بالله ولا تريد أن تكون سببا في إدخال مؤمن في الشرك الخفي مع الله . وهاهو ابراهيم عليه السلام، مع جلالة قدره ،عندما كان في وسط النار، يرفض طلب جبرائيل عليه السلام ، عندما قال له يا ابراهيم الك عندي حاجة ،رد عليه قائلا أما اليك فلا، أما إلى الله فبلى . وليعلم كل زهري وغير الزهري أن القاعدة العامة عند الله تعالى التي يفضل فيها عباده بعضهم على بعض، هي قوله تعالى (إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) فالتقوى هي مربط الفرس، هذا هو الهدف أما الأحساب والأنساب والنسل الطيب فالعلم به يبقى تحفيز، وارتفاع، معنويات يساهم في احتقار النفس عندما تحيد وتنحرف ،على ماكان عليه النسل الصالح المبارك ، الذي كان ناصرا لدين الله وعندما نذكّر، يمكن أن ترجع النفس إلى مبادئ اجدادها وتبيض وجوههم يوم القيامة بثباتها .
تعليقات