الرقية الشرعية باب إذا فتحه صاحبه لا يغلق


 بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أما بعد . الرقية الشرعية باب إذا فتحه صاحبه لا يغلق
الرقية الشرعية المعركة الطاقية المدمرة إنفجارتها كثيرة ولا يُسمع صوتها قتلاها وجرحاها من الأجساد الاثيرية ،بالعشرات أو يمكن المئات، أو حتى آلاف، و لا يظهر منها شيء ،ووصفها هذا يجعلها من حيث التصنيف انها المعركة الأخطر بحيث أن الراقي يقاتل مخلوقات غريبة أصحاب طاقات خارقة ومختلفة، القدرات، وهو لا يراهم ولا يرصد تحركاتهم أو هجوماتهم ،ولا بد أن يصيبه من سهام هذه الطاقات مهما كانت قوته ،وهذا من منطق معاركها وليس له معينا بعد الايمان ، الا الله ، ولذلك على الراقي أن يحسن تقديم السهم لأن الله تعالى هو الرامي يقول الله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ومعنى حسن تقديم السهم ، أن يكون السهم صَالح لرمي . لأن السهم اذا كان فاسد لن يرمي الله به بسبب ان رمي الله لا يخطئ وإصابة العدوا ستكون مؤكدة، وبما أنه كذلك ينبغي أن يكون المصاب أو الراقي أهلا لهذا النصر . ولذلك، النصر يحتاج سهما مصنوعا في محل التضحية لإعلاء كلمة الله ويكون كذلك ،من معدن اليقين ويكوه منحوتا بمكينة التضرع ومصبوغا بصبغة حسن الظن بالله ومقدم بغلاف الصبر على الأذى لكي ينال قبول المنتقم . ولذلك ما سيجعلك مرعبا لشياطين حقا هو مراقبته وحده لا شريك له، عقيدتك القوية بالله هي التي تضم ارادة القتال واليقين الجازم بوجود الشفاء في كلام الله،وباستجابة الدعاء لك ، وفي أن معية الله مع المؤمنين ، وفي أن النصر حليف الصابرين الذكرين ،وكثير من معاني العقيدة التي تجعل منك جبلا صامد في وجه كل التهديدات والآذية، والاستفزاز الشيطاني للجن والانس. الرقية الشرعية هي ليست فسحة كما يظن الظانون، وإنما اهوال لمن دخل من بابها الاصلي يريد أهدافها الشرعية، واجرها الدنيوي و الأُخروي ارض معركة الرقية، هي أرض ترها خالية الا من مكبر الصوت والمصاب، لكنها تعج بأعدائك يمينا وشمالا . هذا يسلط عليك طاقة معينة لتّأثير عليك ليوقف تركيزك وهذا يقول لك كلمة استفزازية ليلعب باعصابك ليسهّل إختراقك وهذا يُظهر الحكمة في قوله لاستدراجك وتضيع اوقاتك وهذا يلعب على وتر الشهوة لإثارة قلبك الذي هو مصنع سلاحك وهذا ساحر يعقد لك عقدة لتشتيت تركيزك وإضطراب افكارك وهذا يقوم باختلاق قصة لتضليلك عن أصل الحالة وتوهانك وهذا يوهمك، ويتظاهر بعدم تأثره يخفي رعبه و الالمه يريد إستسلامك . وهذا بوسواسه يخبرك أن الذي اتاك للعلاج بعيدا عن تخصصك وميدانك وهكذا رغم وجود مكبر الصوت والمصاب واهله فقط، في المكان الا أن المكان يعج باهل المكر والحرب التي تنوعت أساليبهم وأهدافهم لذلك اهم ناصر معين لك، ينبغي أن تحرص عليه ليكون معك في معركتك،هو الله ناصرك الوحيد ولن يكون معك إلا بسبب صدقك وتقربك له بأعمالك. فيتعين على الداخل لهذه الحرب أن يعلم علم اليقين، أنه ليس في نزهة سياحية ، أو جلسة استعراضية يعرض فيها اثاث المركز الجميل بل عليه أن يعلم أنه في حرب لا تنتهي بانتهاء جلسة الرقية، بل أن كل رقية يبدأها هي جبهة حرب و لها تبعاتها اليومية،وكلما كان هذا الراقي يريد الاخلاص في عمله اشتدت عليه التبعات. ولذلك أقول لك، خذ كتاب الرقية بقوة، و لا اقول لك ، أو أخرج منها بقوة فلا مجال لأن تعتقد انك سترتاح في مجال الرقية بعد خروجك منها، واعلم انك حتى لو خرجت من مجال الرقية وقدمت شهادة صدقك في ذلك، ببيعك لمكبر صوتك ، كل هذا لن يشفع لك عند ابليس في أن يخرجك من قائمة المطلوبين لديه بسبب سوابق، تجرؤك على كبريائه، وكبرياء ابالسته اول شيء عند استسلامك بأي حجة كانت ستسقط من أعينهم كبطلٍ قَبِل النزال، ولم يقدر عليه ، وتركه . وصدقني يا صديقي، الأعداء يحترمون عدوهم الذي لا يتنازل ،حتى و إن اتخذوه عدوا ، فهو العدو المحترم عندهم ثانيا عند استسلامك ،كلما أرادوا حمارا يركبوا عليه وقت الحاجة سيتفكروك ويأتوك مسرعين ، لأنك قتلت هيبتك بإلقاء سلاحك. ثالثا ، الست انت الذي كنت تتمنى مبارزة الامريكان عند غزوهم لعراق وغيره وتدعوا الله.. ؟ فقد سمع الله دعائك و إختارك لمعركة أخرى وهي أفضل المعارك وأخطرها وامكرها على الإطلاق ، لمبارزة الذين يسيّيرون كل كفار العالم لحرب المسلمين ، وهو إبليس و الأبالسته ، وإحذر أن تكون من هؤلاء الذين قال الله فيهم ( فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليل منهم ) اللهم اجعل هذا المقال لي وقاية، من السقوط، كإعفاء اللحية التي تقي صاحبها كثيرا من مصارع السوء .
تعليقات