الحكمة من المعصية وكيف نتعامل معها ونخرج منها


 بسم الله الرحمان الرحيم

وصل الله وسلم علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين أما بعد : نحن هنا سنتكلم عن بعض الحِكم، والأفعال للمعصية وليس عن خطرها أو احكام بعضها أو ما شابه . *المعصية بسببها يُفعّل اسم الله الغفور *المعصية تنقذ الإنسان من عُجب الطاعة إذا وقع فيها المؤمن احس بالذل والانكسار لأن المعصية تكسر استعلائه بالطاعة ليرجع إلى عبادة الذل لله ، فلئن يكون ذنبٌ مع ذلٍ لله ، افضل من أن تكون طاعة مع عجب ونظرة احتقار لناس المذنبين ، لكن إياك أن تفهم أننا نقول لك استمر في الذنب أو اذهب اعصي وانت متذلل لله . ولكن نقول لك، قم بالطاعة بدون عجب ولاكبر واذا وقعت اسرع الى التوبة واياك والإحباط وترك الأعمال الصالحة. *المعصية تدمر كبرياء طاعتك وتمرغه على أعتاب باب الله ،طالبا العون منه وأن لا يكلك لنفسك ،حتى لا تخذلك . * صفة الإنابة بعد المعصية أصحابها مبشرين بالمغفرة و الجنة .قال الله (هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ). *اذا خرجت من المعصية ولم تقبض روحك أثناء معاقرتها ، فقد ولدت من جديد ، واعطيت فرصة جديدة لتّوبة والطاعة ،واستشعرت ،حلم الله عليك وصبره على حماقتك . *المعصية توصل العبد تائب لحب الله لأنه عندما يذنب يسارع لتوبة ، فيدخل تحت قوله إن الله يحب التوابين والمتطهرين . *بعد المعصية وتوبتك تعلم أن الله رحمان رحيم حيث تركك ولم يأخذ روحك اثنائها ،لأنه هو الذي قال( ما يريد الله بعذابكم إن أمنتم وشكرتم )فتزداد له حبا وتوقيرا له وعدم الوقوع في محارمه مرة اخرى *بالمعصية تعلم اسرار نفسك المغرورة بالعمل الصالح ، فلولا توفيق الله لك ، لما قمت بطاعة على الاطلاق ،(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا .) *المعصية المقيتة التي يمقت الله صاحبها ويكرهه هي معصية المجاهرة ، و صاحبها هو الذي يقوم بالذنب بدون أن يتستر عن أعين الناس . استر نفسك يسترك الله . --وهذه ينقسم فيها الناس صنفان صنف يجاهر بسبب جهله وغفلته وإذا ذكّر بالله ذَكر وانتهى وتاب، وهذا قضيته اهون من الثاني --الذي يجاهر واذا قيل له إتقي الله أخذته العزة بالاثم ، قال الله عنه( فحسبه جهنم ولبئس المهاد) . وهناك معصية السر وهي خطيرة على صاحبها وفيها حديث مشهور عظيم لتّرهيب ، لكن فيه تفصيل . قلت ومعصية السر هذه ينقسم فيها أصحابها إلى قسمان الاول يعصي في السر ويظهر الطاعة في العلن بدون ندم أو توبة و صاحب هذه الصفة هو في دائرة المنافقين ، الذين قال الله فيهم ،(و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا امنا واذا خلوا إلى شياطنيهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون الله يستهزء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )وهذا اقرب الى الحديث الخطير ،إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ،الذي أشرنا إليه آنفا . وهناك من يعصي في السر لكن يتحسر من الالم وعدم الرضى عن النفس في ما يقع فيه ودائما يسارع لتوبة ،هذه خصلة افضل، وهي دليل على حياة القلب، مع جهاد النفس في عدم الوقوع في المعصية، وهناك حيلة شيطانية يركب امواجها الشيطان ،فيجعل العاصي بعد التوبة يكثر من اللوم لنفسه وهذه، ينبغي لتائب أن يحذر منها ، فاللوم لنفس بشدة وإحتقارها بعد المعصية إذا زاد عن حده ولم يضبط سيتحول إلى مرض ضعف الشخصية والرهاب الاجتماعي وغيره من الحالات النفسية السلبية التي في الحقيقة هي نتائج الذنب و هي خير لصاحبها لأنها سبب تكفير ذنوبه بسبب ما يحس به من هم وحزن واسا، ولكن افضل ضبط تأنيب الضمير بدون إفراط حتى يقي التائب نفسه من الإكتئاب الذي يزيد الطين بلة، ويمكن لتائب أن يكفر عن سيئاته بوسائل أخرى مثل الصدقة أو الصلاة أو قراءة القرآن أو محاسبة النفس التي تعيد الإعتبار لشخصية ،فتحافظ على قوتها . وهذا يحدث أكثر مع كل انسان درجة إيمانه عالية ويعظم الذنب ،فلولا تعظيمه لذنب ،لا ما تحسر وحزن ،ولذلك ينهى الله عن القنوط ،في قوله . ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون)
تعليقات