علامات إرشادية ، تقي السقوط في الهاوية

 




بسم الله الرحمان الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أما بعد . علامات إرشادية ، تقي السقوط في الهاوية # في إطار البينونة التي بينك وبين الله لا تعتمد على أحد،و لا تتعلق بأحد، ولا ترجوا الخير من احد وليس معنى ذلك كره الناس و الاستعلاء عليهم، ولكن الصحيح ،لا تطلب اشياء من الخلق ، لا يقدر عليها إلا الله الخالق،فما يقدر عليه المخلوق هي الأسباب فقط وما يقدر عليه الله ،هو خلق الأسباب، فتعلق بمن يخلق الأسباب، ليسخر لك دابة ما ، خلق لك عليها اسباب، توصلك لما تريد . # قيم عدوك التقييم الصحيح والتقييم الصحيح هو الذي وضحه ربنا في قوله (إن الشيطان لكم عدوا فإتخذوه عدوا ) وإعلم أن العدوا لا يدع حربك ابدا مهما تظاهر بذلك،ومن الغباء أن تنتظر منه ذلك ،قال الله (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) # لا تثق ابدا في ما يخبرك به الشياطين والجان حتى ولو لبسوا لباس الصالحين قد يكون هناك صالحين من الجن ولا شك ،ولكن نتأسف منهم، أننا نتوقف في تصديق ما يخبروننا به،حتى يثبت لنا ذلك على أرض الواقع بالقرائن الدالة على ذلك ،ومع ذلك نحن نستأنس بما يقولون من المنطق ،الذي نصنفه من قصص بني اسرائيل , فلانصدقه ولا نكذبه . # لا تتحدث عن انجازات الرقية والنتائج التي وصلت إليها ، ذلك سيسعر نار حسادك من شياطين الانس والجن ، وقد يكون فيهم من سحروك فيسرعون لتّجديد و إرجاعك كما كنت . او كقولك انني اليوم احس انني بخير وانني لم اعد احس بما كنت احس به ،قد تقول ذلك اذا سألك الراقي الذي يتابع معك بغرض الوقوف على حالتك، مع شكرك لله وارجاع الفضل إليه وحده ،وهذا هو ما سيمنعك من الشيطان ثم ٱشكر من ساعدوك بصدق ،فإن ذلك من شكرك لله، وعندما تذهب إليهم ليساعدوك ،لا تصعر لهم الخد وتحشوا كلامك بنكران جميلهم قبل أن يصنعوه معك بقولك انا لا اعتمد إلا على الله وغير ذلك من الأقوال المستفزة ،فلو كنت صادقا في ما تقول ،لسترت عقيدتك بالله ويقينك به، لأن من اعمال القلوب والبوح بها من أجل التباهي الاستفزاز يمكن أن يسقطك في الرياء ، ويحبط عملك ويكلك الله لنفسك ، لان هناك أناس يطلبون المساعدة وهم غير راضين بمن يطلبون منهم المساعدة ، فتجدهم يصعرون الخدود وينتفخون ، وهذا لا ليس من التوكل واليقين في شيء ، بل هو استعلاء نفس . # لا تظهر التحدي في كلامك لشيطان ، لأن ذلك سيفتح الباب لعناده معاك ، حتى ولو كنت قويا لأنها حرب أخرى انت في غنى عنها ، وبإمكانك أن تتفادها بناءا على استراتجية الحرب التي ينبغي أن تسلكها . # عوض أن تبرز قوتك في الكلام ،كرسائل لأعدائك إهتم بقوتك الداخلية ، وحاول أن تكون قوتك حقيقية نابعة من عقيدتك الصحيحة ، والعقيدة الصحيحة ، تكمن في أن تكون موحدا لله، وذلك لا يكون إلا بالعلم، لأن العقيدة الصحيحة هي حصن منيع في وجه كل اعدائك ،إبتداءا من الشيطان والنفس...، لأن العقيدة ستساعدك على النفس الطويل لتحقيق ما تصبوا إليه ، وهي زادك في سفرك إلى الله ، ونوع من الحصون الشديدة التي ستستخدمها ضد قطاع طريقك إلى الله . # لا تسمع ابدا لمن يحاول أن يخوفك من المخلوقات، كشّياطين وغيرهم ،لأنك إذا سمعت ذلك سيتبرمج علقلك على ذلك وتصير تخاف فقط بذكرهم ،وهذا يعزز قوة الشيطان ضدك # حاول أن تحافظ على هدوئك في صدمات تجديد الاسحار ، واعلم أن تجديد الأسحار هو علامة ضعف لشياطين وليس قوة ، ولذلك أخذوا هذا الضعف، و رموه عليك، عن طريق التجديد الذي يريدون به استسلامك وخضوعك وتحسيسك أنهم اقوياء ، والحقيقة غير ذلك واعلم أن من استراتجية الأعداء في حربهم عليك ،هو اخفاء خسائرهم ، لكن الحقيقة هي انهم يتألمون كما تتألم انت أو أشد، قال الله تعالى (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) # واعلم كذلك، أنه لن ينالك من تجديد الاسحار ،الا ما ارد الله أن ينالك لحكمة يعلمها أما بقاء البلاء نازل عليك ، تيقن وانظر إليه انك لست هنا في فسحة ،وانما في دار امتحان وبلاء،ومن باب أن الله عندما يسمع دعاء عبده المؤمن ،يقول للملائكة لا تعطوه مسألته ، إني أحب أن أسمع دعاء عبدي فلان ، وتذكر أنك في معركة،و المعارك لا يكون فيها دائما القنابل والصواريخ ، هناك معارك تكون أسلحتها والفوز فيها هو الثبات على المبادئ ،وأن أعظم فوز هو الثبات على المبادئ و لذلك يريد الشيطان أن يضغط عليك ويؤذيك لتجزع و تترك مبادئك وتستسلم له ،واعظم مبادئ هي مبادئ دين الإسلام ،وذروة سنام اعمال القلوب فيه ،هو اليقين بالله في ما أخبر به ووعد . تذكر قصة أصحاب الاخذود عندما حفر لهم كفار زمانهم الحفر واشعلوها بالنيران، ووضعوهم فيها بغرض ارجاعهم عن دينهم،فثبتوا لم يرتدوا عن دينهم ،فلما قُتلوا، سمى الله قتلهم فوزا عظيم . وانت ستُحفر لك حفر من نوع اخر . ومنها، دينك الذي تحاول الشياطين تجعلك ترتد عنه وهو يقينك بالله في قلبك، ووثوقك بوعوده ، واعتقادك أنه يسمع ويرى ما أنت فيه وهو قادر على أن يستجيب لك، و لكن انت في فصل الامتحان . والمصيبة أن الكثير لا يدري انه ممتحن في كل شيء ،وإعلم انه ليست الدنيا هي مكان الإستجابة لكل شيء تريده النفس ، بل الجنة هي مكان الإستجابة لكل شيء قال الله تعالى عن ذلك (لهم فيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خلدون ) اما الدنيا غير ذلك ،لأنها سجن المؤمن وجنة الكافر، و اذا لم يؤمن بها المؤمن أنها سجن ، سيتعذب في طلبها . لأن متاعها و طيباتها ، قد أعدها الله لمن كفر به من غير ضوابط ،اولائك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ،ومع ذلك لن يأخذوا منها إلا ما ارد الله .وهذا جاء في قوله (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا) أما المؤمنين قال لهم (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى ) وقوله . (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ) في بعض التفاسير أن الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم عندما حمّله زوجاته ما لا يطيق من المصاريف والطلبات الدنيوية ، في ذلك الوقت ، فما بال لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم نساء ورجال ، كماليات اليوم . وليس عيبا أن يملك المؤمن المال ويطمح لإمتلاكه بل واجب أن يقوم بالاسباب للحصول عليه في الحلال لأنه عصب الحياة، ومساعد على السير إلى الله ،لكن المهم ،أن يعلم المؤمن أنه مبتلى في ماله الذي حصل عليه،وذلك هو امتحانه ، فليتق الله فيه، ويطلبه بالحلال ،ويخرج حق الله فيه ويُعِدَ الجواب لسؤال عليه .
تعليقات