الزهري ومصيدة الكشف التجسسي
بسم الله الرحمان الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .أما بعد . الكشف هي كلمة متداولة عند الزوهريين أغلبهم يعتقد فيها أن بعضهم عنده القدرة للكشف عن الإنسان عن بعد ،والحقيقية هو أن ذلك الزهري عنده عفاريت سحرة أو عفريت ساحر ، وقد يكون عفريت مسلم عاصي أو عفريت وقاف عند حدود الله ولا يتجاوز خصوصيات المؤمنين بما أعطاه الله من قدرات ،ويستخدم ذلك في التعاون على البر والتقوى ،مثل كشف الأسحار والشياطين الذين يعتدون على صاحب ذلك الجسد الذي يساعدونه ، وقد تتحول تلك النعمة إلى نقمة ،غندما يضعف ايمان ذلك الجان . قلت أن هذا العفريت هو الذي يقوم بالكشف ويوحيه لصاحب الجسد ،او يظهره له،فيظن ذلك الزهري أنه هو الذي يكشف . وكما هو معلوم أن هؤلاء العفاريت يكون عندهم قدرات خارقة متنوعة، منها أنهم يستطيعون أن يؤتوا بشيء بعيد في ضرف وجيز بقدر الوقت الذي يقوم فيه الإنسان من مكانه، كما جاء مع قصة ملكة بلقيس وكذلك الكثير من القدرات منها الكشف عن الإنسان بمجرد رؤية صورته أو معرفة اسمه او معرفة بعض المعلومات البسيطة عنه ولا شك أن هذه القدرات تصنف كزينة من زينة الحياة الدنيا التي حبا الله بها هذه المخلوقات كامتحان لهم ليبتليهم في ما آتاهم وينظر ماهم فاعلون بهذه القدرات ،هل سيستخدمونها في طاعة الله أو في معصية الله و التجسس عن الناس واتباع عوراتهم و الكفر به ،اذا استخدم الكشف بطريقة معينة . قلت وهذه القدرات ،يكون فيها التباهي وحظوظ النفس مثلها مثل ما عند الانس من قدرات ،التي يحدث فيها كذلك التفاخر والتباهي بين بني البشر . لكن من الخطورة بمكان أن يكون هذا العفريت على جسد هذا الإنسان ويتخذه كجسر للكشف عن عورات الناس ،وهذا الانسان يتلذذ بما يظن أنه حق يملكه وقد يعطيه هذا الشيطان اشياء كاذبة ليوقعه في كثير من اشياء التي تصنف من كبائر الذنوب او يدخله الى الشرك بالله عندما يزوده بمعلومات غيبية يصدقها هذا الإنسان ويخبر بها الناس ، أو يدفع الناس إليه لكي يكشف لهم ومع الاستدراج التدريجي يقع هذا الإنسان في الشرك بالله، هو، ومن طلب منه الكشف عن الغيبيات . وهذا يحدث عندما يكون قلب هذا الإنسان مريض بحب الاطلاع على أسرار الناس والكشف عنهم لتلذذ بمساوئهم التي سترها الله عليهم ،وقد يكون ذلك الكشف غير دقيق . و يظن أن ذلك حق وهو غير واقع ، وهذا الجن إن كان مسلما حقا فإنه لا يسكن جسد انسان اصلا ،ولا يدخل إلا لضرورة ، فضلا عن، أن يسكن الجسد ويتجسس عن الناس ويوهم الشخص أنه عنده الكشف ،وفي الحقيقة هذا الشيطان أو ذلك الجني العاصي هو الذي يكشف ليستدرجه إلى اشياء يريدها إبليس ليسقطه في المعصية من حيث لا يدري ، ويجعله يتجسس على الناس ويتابع عوراتهم ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه).حديث صحيح . أما الكشف الحقيقي ، هي فراسة المؤمن الذي يرى بنور الله (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )وقرأ أية (إن في ذلك لأيات للمتوسمين) وهذه الفراسة لا تكون حتى يطبق العبد ماجاء في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعذنه ...أو كما قال ، وهذا الكشف هو ميزة خلقية جعلت في النفس الاثيرية لا تتفعل الا بالقرب من الله . وهناك كشف ابتلاء وهو نوع من الرؤيا تكون عند الزهري في اليقظة لأنواع من المخلوقات التي تسبب الفزع أو غير ذلك ، ويكون ابتلاء من الله لهذا العبد ،يرى ما لا يراه الناس لحكمة يعلمها الله وهذا نوع من سحر التخييل ، وتكون فيه اشياء حقيقية ،بسبب فتح العين الثالثة .يتبع .إن شاء الله .
تعليقات