حال السحرة في المحشر



 بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . اما بعد ، حال السحرة في المحشر فجأة نُفخ في الصور للبعث، ووجد السحرة أنفسهم في المحشر ، قال الله تعال (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون ) يال الهول إنه منظر مرعب بحق، الأرض تنشق وتتزلزل ،وهذا يخرج من هنا ،والآخر يخرج من هناك، هذا يخرج من قبره وهو يلبي، لأنه كان قد مات وهو يطوف ،وهذا يتفجر الدم من جسده اللون لون الدم و الريح ،ريح مسك ،لأنه أُستشهد في معركة إعلاء كلمة الله ، هذا يخرج وهو يزني لأن ملك الموت كان قد أمسك به وهو يعاقر الزنى ..... وهذه تخرج من قبرها ووجهها اسود، إنها هي تلك الساحرة التي كانت تعطل حياة الناس بالسحر لتمرض أجسادهم ،وتشوه جمالهم وتفرق بينهم، وتتلف اموالهم ،وتذهب عقولهم بسحر الجنون ..وجاءها ملك الموت ولم تكن قد تابت ، ياإلهي إنها خائفة وتعض يديها من الحسرة إمتثالا لقوله سبحانه (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني إتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ) وليس ذلك فحسب، بل إنها عارية سبحان الله كيف لها أن تخرج من قبرها عارية ولم تنتبه لحالها ؟؟ هذا سؤال قد سألته أمنا عائشة رضي الله عنها لنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لها يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرلا فقالت له يا رسول الله ،النساء والرجال عراة ينظر بعضهم إلى بعض!! قال يا عائشة الأمر اكبر من ذلك، يعني أن الناس حزمهم أمر أشد من أن تغريهم العورات و النظر إليها تصور معي إمراءة عارية والرجل لا يستطيع أن ينتبه لها من هول ما يوجد في ارض المحشر من الخوف والفزع لقد نزل بالناس أمر عظيم نسوا به كل الملذات وتحسروا على الأوقات، وخافوا الغدرات، والزلاات ، وأشفقوا من ذنوب الخلوات . نعود إلى الساحر-ة ياإلهي إنها تخرج من قبرها وهي تمشي على وجهها ، وهذا مخالف لما كان عليه الناس في الدنيا، يقول الله تعالى (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مؤواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) لماذا الساحرة تمشي على وجهها ؟؟ قلت لربما بسبب أنها قلَبت مشيتها في الدنيا ولم تمشي على الصراط المستقيم وتعمدت أن تخطئ في الجواب عن السؤال الوعظي الرباني بأفعالها و الذي قال فيه ربنا ،( أفمن يمشي مكبًا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ) كان جوابها خطأ لما قالت بلسان حالها، افضل أن يمشي مُكبًا على وجهه ،وطبقت ذلك وهذا هو سبب مشيها في المحشر على وجهها ، لأن الذي امشاهم في الدنيا على أرجلهم قادر على أن يمشيهم في الآخرة على وجوههم إذا إختاروا ذلك بأفعالهم في الدنيا . في هذه اللحظات ظهور ثعبان اسود رأسه أقرع من السم، يأتي نحو الساحرة وهي تصرخ وترتعد وهو يقول لها أنا عملك، انا كفرك، انا مالك الذي جمعتيه من آلام الناس ، وهي تصرخ يا إبليس ارسلي المدد انقذني انا التي خدمت مشروعك الماسوني، وكثرت الفساد في الأرض لا تتركني ارجوك ،ابليس لا يجيب و صوته إنخرس ، واخبار تفيد أنه هو والشياطين حول جهنم على ركبهم والسلاسل تدخل من ادبارهم وتخرج من أفواههم غارقون في عرقهم وقيحهم ،هم وشياطين الانس وهو وعد قديم لله قال فيه(فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) الان هناك أنباء على أن هناك أناس كثيرة سحرتهم الساحرة تأتي نحوها تبحث عنها تريد حقها ولكي تسوقها الى الله ، والساحرة منصدمة والله الرحيم غاضب غضبا لم يغضبه قط ،والظاهر أنها ما عندها الحسنات التي ستأدي بها عن نفسها ولا يوجد من يؤدي عنها أو يشفع لها، وهناك أمر بوضع سيئات الناس الذين ظلمتهم الساحرة على سيئاتها وإلقائها في النار ،ولكن الأمر لم ينفذ بعد إلى هنا ننهي بعض اخبارنا عن الساحرة في المحشر وهي لم تحاسب بعد، والشمس فوق الرؤوس ويبدوا أن وقت الحساب لم يحن بعد بسبب غضب الله ، والساحرة ستبقى في الشمس الحارقة والثعبان يلذغها وهي غارقة في عرقها وقيحها في يوم مقداره خمسين ألف سنة إلى أن ترى مقعدها النهائي.
تعليقات