وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ، امابعد.يقول الله تعالى (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين )أي معجبين بأعمالهم .
من النعم العظيمة التي يمكن أن يمن الله بها على العبد ،هو أن يجعله يرى الأشياء على حقيقتها
في حين أن الكثير لا يراها كذلك .
نعم ، إنها نعمة عظيمة
أن يعطيك الله إياها، فقد رحمك وحباك بمقومات النجاة ، و ذلك فيه درجات .
يمكن أن ترى بعض الاشياء على حقيقتها ويخفى عليك بعض منها، لكن أن ترى اغلب الأشياء على حقيقتها
فعليك أن تحمد الله على عطائه، لأن هذا الزمان انقلبت فيه المفاهيم وإعوجت فيه الطريق، وسبب ذلك أن الحرام المعظم يقدم بالزي المزركش لكي تقبله النفوس المسلمة .
ومن هنا تعلم أن قول الله على لسان إبليس ،انه حدث فعلا عندما قال(لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين)
فتزين الحرام وجعله مباح هي أدآة شيطانية لكسر هيبة الحرام في النفس واستصغاره وتهوينه ليقبله المسلم،ويأتي هنا توفيق الله ليختارك لترى الشيء على حقيقته .
فمثلا ، بعض الذين لا يرون الاشياء على حقيقتها
منهم من يرى أن المرأة المسلمة التي أمرها ربها في كثير من الآيات والأحاديث بالستر والعفة، وان تحتجب عن أعين الرجال ، عادي ولا بأس ان تكشف عورتها لكاميرات العالم، لكي تصور عورتها وهي تركض وراء كرة الحرية ، وأشواط العار
وإرتماءات تمريغ انف كرامة الحياء ،في شباك صيد العفة، لتحصل على نتيجة الوهم، التي حتى وإن حصلن عليها سيكون قد اُزهقت فيها أرواح اموال طائلة ، لعامة شعب فقير في أحواله ، وغني في مواقع افتراضية ،إنطلت عليه حيلة "العكر على الخنونة "وغيبه مسحوق التجميل الإعلامي .
هذه الأموال التي صرفت وتصرف على ذلك الوهم كان الأولى بها أناس صرعى على عتبة فقر مدقع لا يملكون ثمن خبزة في ظل هذا الغلاء الفاحش، وكان ينبغي تفريق هذه الأموال التي خُسرت في ذلك الوهم، على الفقراء لعل الفقراء يتوقفون من الدعاء على الظالم ، وينظر الله لنا بعين الرحمة وننتصر بعدلنا وندخل التاريخ الحقيقي وليس المزور فإنما تنصرون بضعفائكم .
قلت و كل هذا العار والشنار يكون عند مثل هؤلاء أنه إفتخار .
اما من يرى الحقيقة فإنه يحار ، ويصاب بالسعار ويرى ذلك أنه خراب لدّيار
فيتمعر وجهه لعله يُرضى الواحد القهار
لقلة حيلته في التغيير ، لأنه يعلم أن أضعف الايمان أن ينكر الإنسان بقلبه ويتمعر وجهه لله
لعله ينجوا يوم نزول العذاب الاكبر ،
لأن يوم نزول العذاب تبدأ الملائكة بالمؤمنين الذين لا تتمعر وجوههم للباطل،ويرون المنكر ولا ينكرونه قلت أما الذي ينكر هذا الباطل ،فهذا هو الذي يرى الأشياء على حقيقتها ،ويعظم شعائر الله (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .)
ومن الأمثلة كذلك، في من لا يرى الأشياء على حقيقتها
هناك من يرى الذل في ثوب العز ، فيرى أن دياره ديار الإسلام
والعدل فيها متوج ، ويباهي الدنيا بأمرائه ،وأمرائه يكذبونه ويتنصلون من شهادته ، عبر جهودهم الحثيثة و المتتالية في حرب شريعة الله، وجعل صلاحيتها منتهية ،وإظهار ذلك عبر فعلهم أنها أكل عليها الدهر وشرب ، وان زوال رائحتها في بلادهم مقترب ، وتطلعهم لدولة،كدولة العام سام الامريكي
التي من وصل إليها ،فقد اتفق على تشريع الشذوذ، وصار ذلك حقوق ،وهذا طبيعي لأن الذين يتبعون العام سام، لا يتبعونه في الصناعة والتقدم تكنولوجي وانما يركزون على التقدم في كل ماهو مقرف ،وهذا واضح في سنة من لا ينطق عن الهوى في قوله (،لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشير وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر دب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال من ؟)اي من غيرهم، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، قلت، ورغم ذلك
هذا المطبل الذي لا يرى الأشياء على حقيقتها مستميت بالثناء بلسانه والطبل بيده
ضاربا عليه بشماله ويمينه مشجعا ظالمه ونسي قوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتنسكم النار )قلت وقد اوجع الطبل ،مثبتا لغيره أن البلاد تزخر بعدل عمر ،وورع ابي قحافة، وشجاعة علي رضي الله عنهما ، ولو تكلم الطبل لصرخ صرخة تقطع منها جلده وإنكسر لها خشبه . لأني على يقين أن الطبل يتألم من الباطل الذي يمرر على ظهره ،لأن الجمادات تسبح لله وتوقره وتحزن ويمكن أن ترى ذلك في جدع منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،الذي أظهر حنانا له ،عبر انينه عندما فارق نور الهدى، الذي كان يشع على من على ظهره ،فكان الجدع فرح مسرور لمشاركته في حرب الشرور ونشر النور
لكن طبل صاحبنا مكبل بخطايا صاحبه،وايا كانت صفة هذا الطبل قد تكون جريدة أو يكون برنامج أو يكون منبر أو موقع اوتكون صفحة أو فديو وغيره الكثير ،فكل له طبله الذي يطبل به للباطل أما الذي يرى الأشياء على حقيقتها ،لا تغريه الوعود المتكررة ،ولاتسحره الكلمات المتحررة على الأوراق، المسجونة تحت اروقة السياسة .
وهناك كثير من الأمثلة، بهذا الخصوص ..
لكن هناك مثال آخر فريد من نوعه و مؤلم في حد ذاته ،مثالا لهؤلاء الذين لا يرون الاشياء على حقيقتها
وهو رجل هرمْ # ولا احد من لسانه سلمْ
يدعوا للعلم والمبارزة# واذا لبى رجال الميدان هرب إلى السطح وقابلهم بمنابزة
عنده رأي الصباح # ينقضه رأي المساء
إذا حمي الوطيس # حذف شهادته ليكون التنفيس
واليوم الموالي يرفع العقيره # لضمانةِ حمايةْ،من أيدٍ الشريرة
وعلى العموم ،يظهر أنه مهموم ،وقلبه مسموم
وفعله مرجوم، ومن صار معه يمكن يكون غير مرحوم .
فطاب مساء الذين يرون الاشياء على حقيقتها
وحتى الذين لا يرون الاشياء على حقيقتها طاب مسائهم من المغرر بهم ،لكن نرجوا أن لايحتاجوا الوقت الكثير ليروا ذلك وغيره على حقيقته .
فتصحيح المفاهيم نقطة بداية على الطريق الصحيح التي تؤدي لسعادة الأبدية وليست السعادة المزيفة
عرض معلومات أقل