لولا عدل الآخرة لمات الأمل



 بسم الله الرحمان الرحيم

وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ، أما ، بعد . لولا عدل الآخرة لمات الأمل في الحصول على حقوق الأجل لكن بشروا المظلوم ، أن ظلم الدنيا سيزول وأن العدل بينه وبين الظالم سيحول . يحزن المؤمن عندما يرى شرائع بشرية قاصرة تهيمن بشرائعها الهمجية الإقصائية على الروح فتدخلها سجن الضنك ، وتركز على المادة فتدعمها وتيسر لها كل ما يساعدها على الشبع وإرضاء غرائز الحرام ،وعندما يُشبعون المادة التي هي الجسد ،تبقى الروح تعذبهم فيبحثون على طريقة للانتحار تكون رحيمة ، والعجب أنهم لم يرحموا الروح عندما كبلوها وتركوها في سجن الضنك لما ابعدوها عن زادها الموجود في شرع الله ونسوا أن حياة الروح هي حياة للجسد . فقد يرحمهم هنا دواء الانتحار، ولكن لا نجاة من عدل الواحد القهار، فاجمل ما سيكون يوم القيامة هو ان المصدر الوحيد للحكم على كل القضايا التي اقترفها الانس والجن هو شرع الله ،وضرب عرض الحائط بكل مصادر الأحكام الوضعية القاصرة الظالمة التي ألفها الكفار والمنافقين بإيعاز من إبليس اللعين، وأكلوا بها عرق الفقراء وإمتصوا دمائهم وجعلوها حائل بين الناس ،وعدل شرع الله الذي كان كفيلا أن يحل جميع مشاكل الخلق لو طبق .ويجعل اهداف المسلمين الدعوة إلى الله وليس الجري وراء لقمة العيش . والجميل ،أن هناك الكثير من مصادر الحكم يوم القيامة ستكون مقصية واصحابها سيحكم عليهم بالحكم الذي اقصوه هنا في الدنيا والذي هو شرع الله والاجمل أن المحسوبية وباك صاحبي غير موجودة في محكمة يوم القيامة ،لدرجة أخذ واقتصاص حق الشاة الجلحاء التي ليس لها قرون ، من الشاة القرناء التي عندها قرون . أما الجمال هو ان القاضي الذي سيحكم هو الله و من اسمائه العادل ،و الشهود ستكون الملائكة ولا تقبل الرشوة ، فهنأ عندئذ بحكم، الحَكَمِ العدل . والجمال العجيب ، هو أن الكاذبين والناكرين والجاحدين للحقيقة يرد الأمر في ما جحدوه ونكروه إلى جلودهم واياديهم ،فتكون الصعقة والحسرة أن تلك الجلود والاعضاء التي نفخها أصحابها من الحرام تنقلب عليهم و تشهد بالحق عليهم رغم أن ذلك الحق سيكون سبب في حرقها في نار جهنم، أما الغريب أن ميزان يوم القيامة له عينان وله لسان كما جاء في الحديث ولا يعترف بالشحم واللحم والعضلات التي نفخها اصاحبها من اكل الحرام وكانوا يتفاخرون بشحمها وعضلاتها لدرجة السخرية من الاخرين، وانما يعترف فقط بالإيمان في القلب ، إذا كان هناك ايمان ثقل الميزان واذا كان هناك كفر أو عصيان خسر الميزان .وإقرأ إن شئت قصة إبن مسعود رضي الله عنه عندما صعد على شجرة اراك......لان يوم القيامة حتى الإنسان يوزن في الميزان ، ومنهم منفوخين لا يزينوه عند الله جناح بعوضة . أما حسرة الكفار والمنافقين في ذلك اليوم هو أن المحكمة الإلهية يوم القيامة ترفض توظيف شاهدي الزور المرتزقة الذين يطعمون ابنائهم من أموال جمعوها على حساب حزن وبكاء المظلومين ، ولا تعترف بهم ابدا . لا تعترف إلا بالملائكة والجلود والأيدي والارجل ، كشهود ،فإعمل ماشئت ،واحكم بما شئت، واشهد بما شئت ، لكن إياك أن تخدعك رجليك ويديك ولسانك وجلدك ،حتى ولو كانوا معك الان في الظلم ،سينقلبون عليك في وقت تكون فيه أشد حاجة لهم لكي يقفوا معك لكنهم سيقولون لك (أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )فإسبقهم و ٱنقلب عليهم الان قبل أن ينقلبوا وعليك .
تعليقات