بسم الله الرحمان الرحيم وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
أما بعد . الرقاة جنود الله المجندة تقف في الصفوف الأولىفي حرب خفية غير متكافئة القوة .
القوة الظاهرة، للأعداء من الشياطين حيث أنهم يروننا ولا نراهم، وعندهم كثير من وسائل المكر .
والقوة الباطنة لراقي المؤمن اذا توكل على ربه في دفع عدوه وعندما لا يحكم على نفسه بالضعف اي الراقي، وهذا يكون في الوقت الذي يتعلق الراقي بعلمه وقوته .
والرقاة يواجهون أخبث الخلق الموجودين على هذه البسيطة ويقتسمون مع المصاب الالم والهم وشيء من الأذى الجسدي ،ورغم ذلك عليهم أن لا يغتروا وينبغي لهم أن لا يتجاوزا حدودهم ويتأدبوا مع الله ، من اخطاء بعض الرقاة
أنهم يعلقون الناس بشخصهم كرقاة
ولا يعلقون الناس بربهم الذي خلقهم
مع أن الحقيقة هي أن الراقي جندي من جنود الله مهمته الدعوة بالرقية و تعليق الخلق بالخالق .
ونأسف عندما يقول بعضهم كلاما يبرز فيه عضلات فهمه وتجهيل الآخرين أو قوله لا احد مثلي... أو قوله انا عالجت حالات مرت عند كثير من الرقاة ولم تتعالج وعندما جاءت عندنا تعالجت والكثير من كلام الغرور
اقول له ، ويحك ماذا تقول يا عبد الله
وماذا فعلت انت ؟ ترَفْع عن ذلك
ولا تفتح في وجهك ابواب المهالك
ولا تكن سببا في تعليق الناس بالمخلوقين
وعلقهم بالخالق
نعم انت عندك بعض الفهم تستطيع ربط الأحداث واستخراج النتائج افضل من غيرك نعم لكن لا يجعلك ذلك تتجاوز حدك من سبب إلى مسبب
قف حتى لا تغتر ، فإن لشيطان خطوات وإن اعظم النار من مستصغر الشرر ،واننا في زمن يصبح الرجل فيه مؤمنا ويمسي كافرا
تستقبل الطاقة السلبية تتضرر تفعل تفعل نعم ...هذا جهاد عليك أن تصبر، لكن لا تتجاوز حدودك
و ما ادراك أن الآخرين الذين مرت عندهم تلك الحالة خففوا لك الحالة وعندما جاءت عندك انت اكلت ثمرتهم ، قد تكون سارق ضمير مستتر يبني برج تألقه على جهود الناس وهو لا يدري .
إذا بقي الراقي يسرد عن نفسه البطولات ويعلق قلوب الناس به ، إذا لم يرحمه الله .
قد يبتليه الله ليكشف له ضعفه ويعرفه بنفسه التي لايعرفها ،لذلك اقول لك وفر عن نفسك الطريق
وإلزم الادب مع الله الشافي المعافي ،خالق السبب والمسبب، ولا تحاول أن تزاحمه في شيء استأثر به لنفسه في قوله( وإذا مرضت فهو يشفين )
كالذين زاحموه في كبريائه بتكبرهم،وقد وعدهم بقصم الظهر .فإحذر أن يقوم ظهرك
واعلم أن الرقاة فقط مفاتيح علاجية فرقها الله على عباده ولم يجمعها عند أحد رحمة بهم
حتى لا يقول أحدهم( إنما اوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
إذا تعلق المخلوق بالمخلوق ## يمضي حياته مشنوق
وقلبه بالذل محروق ## وطريق توفيقه مسروق
وجدار حصنه مشقوق ## وقلبه بالصدمات مصعوق
وإذا تعلق المخلوق بالخالق ## احبه الله وجعل التوفيق له معانق
وأحبه الخلق في المغارب والمشارق ## ونجاه الله من كل غدار وسارق
واذا رجع اليه أكرمه بالجنان ## قصورها ذهب قد فرشت بالنمارق .
واقول للمصاب ليس معنى ذلك ان تكشر وتعبس في وجوه المخلوقات وتبخسهم حقوقهم التي ميزهم الله بها ،او تتطاول عليهم وتحتقرهم أو تنكر فضلهم
لكي تظن انك متعلق بالخالق ، هذا ما أنزل الله به من سلطان ، فإنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
بل إن التعلق بالله هو حبل شفاف مكانه القلب صنع بالعقيدة الصافية من الشرك لا يراه أحد إلا الله ،ولا حيلة مع الله .
ينبغي للمريض أن يتعامل مع الراقي في العلاجات الشرعية التي يقدر عليها الراقي من باب الأخذ بالاسباب ولا يطلب منه شيء لا يقدر عليه، فإن الشفاء لا يقدر عليه إلا الله ،وقد تجد بعض المصابين يطلبونه من الرقاة بطريقة غير مباشرة
مثل وضع الراقي في مكان يسارع فيه الزمن للوصول إلى شفاء ليس بيده لينال رضى المصاب والذي تجد وجهه عبوسا قمطريرا يرسل رسائل عدم الرضا كأن الراقي هو الذي ابتلاه وليس الله مولاه.