الدعم النفسي رقم 2.



 بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد على اله وصحبه وسلم ،اما بعد : الدعم النفسي رقم 2. ماذا يريد منك عدوك ؟ بعدما وثقنا في سلاحنا ومصدره، وقويت أنفسنا ، أو أننا في طريقنا الى هذه النتائج . ننتقل لتعرف على عدونا ، إذا كنت تعتقد أن عدوك الشيطان ،يعطل رزقك المتنوع من أجل الرزق فقط، فأنت واهم ، والحقيقة أن عدوك يضغط عليك من جميع الاتجاهات لكي يجعلك تكره الله وتتمرد عليه، وتسيئ الظن به ، وتغير دينك ،وقد رأينا الكثير من الناس نزل بهم البلاء وانقلبوا على أعقابهم خاسرين ،بعدما كانوا يعبدون الله على حرف ، وقد وقعوا في ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،لذلك لابد أن تعلم أن الهدف الحقيقي الذي يريده منك اعدائك من شياطين الإنس والجن. هو الذي جاء في قوله تعالى (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ) ومعنى ولا يزالون ،كما قال المفسرون يعني، الاستمرارية في القتال ، حتى ينالون أهدافهم والقتال لا يكون دائما متعلق بقتل النفس القتل الحقيقي المتعارف عليه ،وانما يمكن لعدوك أن يقتلك وتبقى على قيد الحياة وانت ميت ،يقتل نفسك ،يقتل عقلك، يقتل احلامك، يقتل إرادتك ،يقتل يقينك بالله ،يقتل افكارك الإيجابية ، يقتل آمالك ، ويقتل ضمائر من حولك ويحرشهم عليك،وينفرد بك كما ينفرد الذئب بالغنم القاصية ليأكلها بتمعن . غالبا انواع هذا القتل يكون بوسيلة مهمة يعتمد عليها اعدائك من شياطين الانس والجن في تنفيذ ذلك، وهذا يكون عندما يعحزون عن القتل المباشر ، وهذه الوسيلة هي السحر ، والسحر من ظمن الأسلحة الفتاكة التي لايوجد لها ند إلا العقيدة الراسخة بالله تعالى . وإذا استطاع الشيطان أن يخرجك بالسحر من حصن الله ،بعد ذلك لم يبقى له لإخراجك من الدين إلا أن يعرض عليك الدنيا في الحرام ،بعدما نغصها عليك في الحلال، ويغريك بها ليجعلك من جنده ، فإذا قبلت ولبست شارة جندية إبليس، ودخلت الحرب على الله ورسوله والمؤمنين رسميا ،فبها ونعمة، واذا أبيت ، قبِل بك إبليس مصفق للباطل ،اوحاقد على أهل الحق ،أو محرش عليهم ، اوحاسد لهم متمني زوال النعم عليهم ، ومن سلك الاخيرة ،فقد حافظ على تراث مُعلمه إبليس، وما ظلم . قتال إبليس للفئة المؤمنة المباركة الزوهرية بدأ منذ قرون ،بعدما أثقل كاهل أجدادهم عن طريق الجهل بالدين وزينة الدنيا، بعهود الدم عن طريق تقديم القرابين ، وعهود الكنوز ،وعهود تعليم السحر ،وهو محافظ على وعده إلى الآن ،في حرب هذه الفئة حربا لا هودة فيها وعجبُ رجب ، هو أن تجد مخلوق على الباطل وهو يستميت في الدفاع عنه ،ومخلوق على حق منهزم نفسيا وكسلان جسديا ، وأفقه منغلق نهائيا . بينما ،انه كان الأولى لأهل الحق أن يستميتوا في الدفاع عنه ،كان هذا الحق ،دينا أو جسدا أو أرضا أو غير ذلك . علينا أن نعلم أن عدونا أضعف مما نتصور ولكنه بارع في الوسوسة ، و يحسن التزين والاقناع ،والكذب ،والصبر على باطله،حتى يصل إلى اهدافه . فإذا وجدنا مستسلمين ، يتغير ضعفه إلى قوة وبعد أن يكون قط يصير اسد . فانهظ وقم للعقيدة فإن طرق نجاحها عديدة واسلحتها سديدة ونتائجها سعيدة . عقيدة التوحيد لله تعالى لو لم يكن فيها إلا حديث الغلام، لكانت كافية . مما جاء في الحديث ،واعلم أن الأمة لواجتمعوا أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف . عند الاصابة باي مرض كان ، نفسي أو عضوي ،عقيدة التوحيد وحدها وبدون رقية كافية أن يتعافى بها المصاب ،سبعين في المائة إن لم نقل مائة في المائة. وإذا لم تكن العقيدة ثابتة وراسخة ، إذا كانت إصابتك ،عشرين في المائة ،عدم رضاك وخوفك و جزعك واضطرابك في البحث عن العلاج بسرعة ،يزيد الحالة من عشرين في المائة، إلى مائة في المائة ،فإعقلها وتوكل ، ومن ذنوبك بالاستغفار تحلل ،و بالصبر عند البلاء تجمل ،ومن أجل نيل المنازل العليا في الجنة، تحمّل .
تعليقات